almawadda - نظرة الإسلام للمحبة


قال تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم /21 .

الإسلام جاء لكي يؤسس مجتمعاً قوياً متراص الصفوف يشد بعضه بعضاً يسوده الوئام والانسجام والعدالة والحكمة والتآخي فيما بين أفراده ويتحمل أعباء مسؤولياته في الحياة الدنيا ووظيفته أمام الله ومستقبله في الآخرة وغيرها من واجبات إن مثل هذا المجتمع يحتاج إلى أسس ومقومات ولا بد حينئذ من رابط يربطه بالله وبدينه ورسالته يربطه بين أفراده في داخله .

إن من أهم الروابط التربوية التي يحتاجها المجتمع بعد الإيمان بالله والدين هي نشر (المحبة) في وسطه  كما عبرت عنها جملة من الروايات فالمحبة هي الدعامة القوية التي يقوم عليها مثل هذا المجتمع فالإسلام ينظر للمحبة في المجتمع بمثابة الروح في الجسد الذي لا يمكن له أن يستغني عنها بداية من البيت العائلي للزوجين ونهاية بأكبر البيوت بين الدول العربية والإسلامية بل والإنسانية ، ولذلك تدخل المحبة في المجتمع وتسري في شرايينه مثل جريان الدم في العروق فتدخل في النواحي الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

ولا يجوز أن تقتصر المحبة على الجانب الجنسي المشروع وغير المشروع بين الرجل والأنثى فإن ذلك فيه من كمال الإنسانية كإنسان ولا بد أن يحدث مثل هذا ولكن يجب أن يصحح المسار على الضوابط الشرعية [10]

ما هو أحلى شيء في الحياة ؟

إن أذواق الناس تختلف وقد يتذوق المريض الحلو فيجده مرا لانحراف صحته ومزاجه كذلك في الحياة تختلف أذواق الناس فمن هو معوج السليقة سيجد أحلى شيء في الحياة مرا في مذاقه وقد يتذوق ما هو مر ونتن .

 فنبي الله داود لما سأل ابنه سليمان عن أحلى شيء في الحياة أجاب أنها المحبة .

فقد ورد ضمن حديث ( لما أراد أن يعلم حكمة سليمان قال:  يا بني أي شي‏ء أبرد ؟.

 قال : عفو الله عن الناس و عفو بعضهم عن بعض.

 فقال يا بني : أي شي‏ء أحلى ؟ .

قال : المحبة و هو روح الله في عباده فافتر داود ضاحكا ) [11] فكما أن العفو بين الناس أبرد شيء على القلوب في الحياة كذلك المحبة بين الناس هي أحلى شيء فيها .

 

لا يوجد دين حمل السعادة لمعتنقيه كالدين الإسلامي ففي الجانب الاجتماعي يطرح عنوان المحبة ويعبر عنه أنها لب الدين وحقيقته وجوهره فالحب في الله والبغض في الله يمثلان التوحيد ونفي الشرك لأساسيات هذا الدين لذلك تعددت الروايات التي عبرت عن أن الحب هو الدين .

فَقد قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام : وَهَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } وَقَالَ { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} وَ قَالَ { يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِم‏ } [12]

وروى الشيخ الصدوق بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : هَلِ الدِّينُ إِلَّا الْحُبُّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏ } [13]

فالدين هو الحب والحب هو الدين والسعادة في الدارين . فالإسلام يقرر أن خلاصة الدين هو الحب لله ولرسوله ولأئمة المسلمين عليهم السلام وكذلك حب بقية المسلمين والمؤمنين لله وفي الله هذا هو الدين الخالص .

فأين المسلمون عن هذه المفاهيم التي بعدوا عنها بعد ما بين المشرق والمغرب وتركوها وراء ظهورهم ، بل يعملون على خلافها .

Aujourd'hui sont déjà 1 visiteurs (5 hits) Ici!

Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement