كثير ممن يدعي تمثيله للدين أصبح الدين دكاناً يرتزق منه فهو يتباكى على الدين خوفاً على مصالحه فيظلم ويبطش ويسرق باسم الدين ولكن سرعان ما يتبين لجماهير الأمة زيف هؤلاء وذلك عندما تعي مسؤوليتها .
وفي النص التالي يكشف لنا أن أشد الناس حباً للدين ليس مجرد رفع الشعارات البراقة بالمحبة للدين أو المذهب أو الولاء لمذهب معين أو لرموز معينة من رموز الأمة وفي نفس الوقت يبث الفرقة والكراهية والعدواة والبغضاء بين أفراد الأمة حتى تتقاتل فيما بينها وتضعف ويستولي عليها أعداؤها .
وإنما أشد الناس محبة لدينه من يؤلف المتفرق ويلم الشتات ويجمع شمل الأمة على الخير والصلاح .. من يشيع المحبة بين المسلمين ويؤلف بين قلوبهم ويرفع الكراهية والعداء منهم وفي هذا المجال يصبح أشد حباً لدينه كما رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : أَيُّنَا أَشَدُّ حُبّاً لِدِينِهِ قَالَ : ( أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِصَاحِبِه)
طبيعة المؤمن
المؤمن من مواصفاته أنه آلف مألوف ذو أخلاق حسنة كما قال الإمام علي عليه السلام : ( المؤمن آلف مألوف ، متعطف )
وهذا من باب التمثل لمحبة المؤمنين والمسلمين فعلى ذوي الشأن وأهل الحل والعقد من علماء الدين والمراجع الدينية والسياسية والاجتماعية أن تتنبه لضرورة المحبة وشيوعها في الأمة كما تتنبه للخطورة المحدقة بالأمة جراء العداوة والبغضاء بينهم.